مقدمة : واجه النظام الرأسمالي خلال القرن 19 مجموعة من الأزمات الاقتصادية، ولكن أزمة 1929 كانت أكثر حدة. فما هي أسباب هذه الأزمة؟ وما هي مظاهرها ونتائجها؟ وكيف تمت مواجهتها؟ ا- أسباب الأزمة الاقتصادية لسنة 1929 : 1 – بدأت بوادر الأزمة من الازدهار الذي عرفه الاقتصاد الأمريكي : عرف الاقتصاد الأمريكي بعد الحرب العالمية الأولى ازدهارا ملحوظا تمثل في ارتفاع الدخل الفردي وارتفاع الاستهلاك. وكان المواطنون يلجأون إلى الاقتراض من الأبناك لتمويل مشترياتهم. وللمضاربة بالبورصة لتحقيق الأرباح . لكن أسعار الأسهم كانت تفوق قيمتها الحقيقية. 2 – انطلقت الأزمة الاقتصادية من بورصة وول ستريت : في يوم الخميس 24 أكتوبر 1929 (الخميس الأسود) تم طرح أكثر من مليون سهم للبيع، فوقع انهيار لأسعارها فأعلن المضاربون إفلاسهم وتضررت الأبناك والمقاولات. ثم ما لبثت هذه الأزمة أن انتقلت إلى أوربا بعد سحب الاستثمارات الأمريكية منها (خاصة من ألمانيا) ثم إلى المستعمرات التي توقفت صادراتها من المواد الخام. (انظر الخطاطة ص:39 والخريطة ص:38) اا – النتائج الاقتصادية والاجتماعية للازمة الاقتصادية لسنة 1929 : 1 – عرف الاقتصاد تراجعا بسبب الأزمة: تراجع الإنتاج الصناعي بسبب إفلاس المقاولات وإغلاقها لأبوابها، بعد تراجع الأسعار وتوقف القروض من الأبناك، هذه الأخيرة بدورها أفلست نتيجة قيامها بالمضاربة وتراجع النشاط التجاري لكثرة العرض على الطلب. وحدث فائض في الانتاج الفلاحي نتج عنه انهيار للأسعار، فتضرر الفلاحون الذين لجأ البعض منهم إلى اتلاف محاصيلهم. 2 – نتج عن الأزمة أوضاع اجتماعية صعبة: تزايد عدد السكان العاطلين بشكل مهول بعد إغلاق المقاولات لأبوابها، ولم يعد غالبية السكان قادرين على توفير حاجياتهم الأساسية (كالسكن والتغذية ) وفقد الفلاحون ممتلكاتهم لصالح الأبناك بعد عجزهم عن تسديد ديونهم وانهيار أسعار المنتوجات الفلاحية. ااا – النتائج السياسية للأزمة الاقتصادية : 1 – أحدثت الأزمة الاقتصادية تحولات سياسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها: تدخلت الدولة في الحياة الاقتصادية بالولايات المتحدة الأمريكية بعد وصول روزفيلت إلى الحكم. أما بأوربا فقد ساهمت هذه الأزمة في وصول أحزاب ديكتاتورية إلى الحكم في كل من ألمانيا (الحزب النازي بزعامة هيتلر) وإيطاليا ( الحزب الفاشيبزعامة موسيليني) وتغيرت حكومات بعض البلدان كفرنسا التي وصلت فيها الجبهة إلى الحكم سنة 1936. 2 – أصبحت الدولة تتدخل في الحياة الاقتصادية: أصبحت الكثير من البلدان الرأسمالية بعد الأزمة الاقتصادية تتدخل في الحياة الاقتصادية فانتقلت بذلك الرأسمالية من ليبرالية مطلقة إلى ليبرالية موجهة كما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية على عهد الرئيس روزفيلت الذي وضع الخطة الجديدة (انظر الخطاطة ص:40) |
خاتمة: كانت للأزمة الاقتصادية لسنة 1929 عدة نتائج وخيمة
على المستوى العالمي، كان من أبرزها المساهمة في عودة التوترات الدولية التي
ستساهم في اندلاع الحرب العالمية الثانية.
مواضيع قد تفيدك أيضاَ :
الإجتماعيات السنة الثالثة,
الرئيسية

0 التعليقات:
إرسال تعليق