(لا) النافية للجنس
عندما نقول مثلا: (لا كتابَ موجودٌ في الحقيبةِ)، فإن هذه جملة
منفية باستخدام
الحرف (لا)، وكلمة (كتابَ) فوقها فتحة، أما كلمة (موجودٌ)
فإنها مرفوعة.
ومعنى هذه الجملة - كما ورد عن العرب - هو النفي الشامل والصريح لوجود أي
كتاب في الحقيبة. فليس المقصود من هذه الجملة أن في الحقيبة كتابين مثلا أو ثلاثة
لا كتابا واحدا، إنما المقصود أنها ليس فيها أي شيء من جنس الكتب.
ولذلك تسمى (لا) هنا: (لا النافية للجنس)،
لأنها تنفي الحكم عن كل فرد من أفراد جنس الشيء الذي دخلت عليه.
أمثلة أخرى:
·
لا طالبَ في الفصلِ.
في هذه الجملة، (لا النافية للجنس) تنفي وجود أحد من جنس الطلاب في
الفصل، ولهذا لا يصح قولنا: (لا طالبَ في الفصلِ بل طالبان)، لأن
النفي هنا ليس نفيا للوَحدة، ولكنه نفي للجنس كله.
·
لا شكَّ في كلامِ اللهِ.
في هذه الجملة، (لا النافية للجنس) تنفي وجود شيء من جنس الشك في
كلام الله.
·
لا مُتكبِّرَ محبوبٌ مِن الناسِ.
في هذه الجملة، (لا النافية للجنس) تنفي حب الناس عن أي متكبر.
·
لا مُؤمنَ كذَّابٌ.
في هذه الجملة، (لا النافية للجنس) تنفي الكذب عن أي أحد من
المؤمنين.
·
لا ذا أدبٍ مكروهٌ مِن الناسِ.
في هذه الجملة، (لا النافية للجنس) تنفي كُره الناس لكل ذي أدب.
ونلاحظ من الأمثلة السابقة أن (لا النافية للجنس) تدخل على الجملة
الاسمية، ويكون اسمها نكرة لا معرفة.
عمل لا النافية للجنس:
عندما نقول مثلا: (لا فَرَحَ دائمٌ)، فإن كلمة (فَرَحَ)
تسمى: (اسم لا)، أما كلمة (دائمٌ) فإنها تسمى: (خبر لا).
وإعراب (اسم لا النافية للجنس) و(خبرها) يكون كما يلي:
اسم (لا):
1)
إذا كان مضافا
- كما في قولنا: (لا شارِبَ خمرٍ موجودٌ بينَنا)
– أو
شَبِيها بالمضاف[1]
- كما في قولنا: (لا خائِنًا للأمانةِ
مَوْثُوقٌ به) - فإنه يكون منصوبا.
2)
وإذا كان مفردا،
أي ليس مضافا ولا شبيها بالمضاف - كما في قولنا: (لا مُنافقَ
محبوبٌ) - فإنه يكون مبنيا على الفتح.
خبر (لا):
يكون مرفوعا دائما، كما لاحظنا في
الأمثلة.
اقرأ ما يلـي:
لا شارِبَ خمرٍ موجودٌ بينَنا. | لا خائنًا للأمانةِ موثوقٌ به. | لا مُنافقَ محبوبٌ. |
لا: نافية للجنس. شاربَ: اسم (لا) منصوب بالفتحة. خمرٍ: مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الكسرة. موجودٌ: خبر (لا) مرفوع بالضمة. بينَنا: ظرف ومضاف إليه. | لا: نافية للجنس. خائنًا: اسم (لا) منصوب بالفتحة. للأمانةِ: جار ومجرور. موثوقٌ: خبر (لا) مرفوع بالضمة. به: جار ومجرور. | لا: نافية للجنس. منافقَ: اسم (لا) مبني على الفتح. محبوبٌ: خبر (لا) مرفوع بالضمة. |
انتبه!
1) (اسم
لا النافية للجنس) لا بد أن يكون (نكرة). فإذا كان (معرفة) فإن (لا)
لا تكون نافية للجنس، وبالتالي يُلغَى عملها، ويلزم تكرارها.
ومثال ذلك قولنا: (لا الغنيُّ مُرتاحٌ ولا الفقيرُ مُرتاحٌ). ففي هذه
الجملة، كلمة (الغنيُّ): مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة.
ومن أمثلة ذلك في القرآن الكريم قوله I: ﴿ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي
لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ
وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ ﴾ سورة
يس / آية 40
2) يجب
أن لا تُسبق (لا النافية للجنس) بحرف جر، فإن كان هناك حرف جر - كما في قولنا: (عاقَبْنا
المجرمَ بلا رأفةٍ) - فإن (لا) تكون
بمعنى (غير)، ويكون ما بعدها مجرورا. فمعنى هذه الجملة هو: عاقَبْنا
المجرمَ بغيرِ رأفةٍ.
3) من
شروط عمل (لا النافية الجنس) أن لا يُفصل بينها وبين اسمها، فإن فُصل بينهما أُلغي
عملها، ولزم تكرارها، وذلك كما في قولنا: (لا في
الفصلِ طالبٌ ولا معلمٌ). ففي هذه الجملة، كلمة (طالبٌ): مبتدأ
مؤخر مرفوع، وشبه الجملة (في الفصلِ): خبر مقدم.
ومع هذا فإن معنى (لا) هنا يظل لنفي الجنس كله.
ومن أمثلة ذلك في القرآن الكريم قوله I: ﴿ لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ ﴾
سورة الصافات /
آية 47
4) قد
يُحذف (خبر لا النافية للجنس) إذا دل عليه دليل، كأن يُقال مثلا:
(مَن المسافرُ؟) فيُجاب: (لا أحدَ)، أي: (لا أحدَ مسافرٌ).
ومن الأمثلة على ذلك أيضا:
§
(لا شكَّ)، أي: (لا شكَّ في
ذلك).
§
(لا بأسَ)،
أي: (لا بأسَ في ذلك).
5) قد
يُحذف (اسم لا النافية للجنس) ويبقى خبرها، ومن ذلك قولنا: (لا عليك)، أي: (لا بأسَ عليك).
* * *
تدريبات:
1) أكمل كل جملة في العمود الأول بما يناسبها من العمود الثاني:
1) لا حولَ ولا قوةَ ............. 2) لا إيمانَ ............. 3) لا مُستشِيرَ في أمورِه ............. 4) لا حياةَ ........ 5) لا رَهبانيَّةَ .......... 6) لا حَسُودَ ............. 7) المنافقُ ............. |
|
2) أعرب ما باللون الأحمر فيما يلي:
1)
لا خالق
إلا اللهُ.
2)
حضرْتُ بلا تأخير.
3)
لا شجرة عنب
في هذه الحديقةِ.
4)
وُضع الأثاث
في الحجرةِ بلا ترتيب.
5)
تَقدَّمَ الجندي
بلا خوف.
6)
لا موت
في الجنةِ.
7)
لا خير
في ودِّ امرئٍ مُتَمَلِّــــــــــــقٍ
حُلْوِ اللسانِ وقلبُه يَتَلَهَّــــــبُ
يُعْطِيكَ مِن طَرَفِ اللسانِ حَلاوَة ويَرُوغُ مِنك كما يَرُوغُ الثَّعْلَبُ
* * *
بعض الأمثلة من القرآن الكريم
المثال | اسم السورة / رقم الآية |
﴿ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴾ | البقرة / 2 |
﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ | البقرة / 163 |
﴿ لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ﴾ | البقرة / 256 |
﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ ﴾ | الأنعام / 115 |
﴿ مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ ﴾ | الأعراف / 186 |
﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ﴾ | غافر / 17 |
* * *
مواضيع قد تفيدك أيضاَ :
الرئيسية,
دروس اللغة العربية

0 التعليقات:
إرسال تعليق