التَّوْكِيد
أولا: التوكيد المعنوِيّ
قارن بين الجمل التي في
العمود الأول والجمل التي في العمود الثاني:
· جاء الطلابُ. · نجح الطالبانِ. · قرأْتُ هذا الكتابَ قبلَ ذلك. | · جاء الطلابُ كلُّهُم. · نجح الطالبانِ كِلاهُما. · قرأْتُ هذا الكتابَ نفسَه قبلَ ذلك. |
إننا نلاحظ أن كل جملة في
العمود الثاني فيها كلمة تحمل معنى التوكيد.
ففي الجملة الأولى، نجد
كلمة (كلُّهُم) التي تؤكد على أن الطلاب قد
جاءوا جميعا
بدون استثناء، فإذا كان عددهم عشرة فقد جاء العشرة جميعا.
وفي الجملة الثانية، نجد
كلمة (كِلاهُما) التي تؤكد على نجاح
الطالبين معا، لا نجاح أحدهما دون الآخر.
وفي الجملة الثالثة، نجد
كلمة (نَفْسَه) التي تؤكد على أن المقصود
هو هذا الكتاب، وليس أي كتاب آخر، وإن كان يشبهه.
وتسمى كل كلمة من تلك
الكلمات السابقة: (التوكيد الـمَعْنَوِيّ)،
لأنها تحمل معنى التوكيد. وهناك ألفاظ أخرى للتوكيد المعنوي بالإضافة إلى ما سبق.
هيا ندرس كل ذلك بشيء من
التفصيل.
(كل - جميع)
تستعملان لتوكيد الجمع،
ولتوكيد المفرد ذي الأجزاء.
أمثلة:
§
نُؤمِنُ بالأنبياءِ كُلِّهِمْ.
§
جاءَتِ الطالباتُ كُلُّهُنَّ.
§
المؤمِنونَ جَمِيعُهُمْ
إخوةٌ.
§
محمدٌ r
رسولُ اللهِ إلى الناسِ جَمِيعِـهِمْ.
§
ذهبَ في الرحلةِ المدرِّساتُ جَمِيعُهِنَّ.
§
قرأْتُ الكتابَ كُلَّهُ.
§
سمعْتُ القصةَ كُلَّهَا.
والكلمة التى تأتي قبل
التوكيد تسمى: (الـمُؤَكَّد).
فمثلا، في الجملة الأولى:
المؤكد هو (الأنبياءِ)، والتوكيد المعنوي هو (كُلِّهِمْ).
وفي الثانية: المؤكد هو (الطالباتُ)،
والتوكيد المعنوي هو (كُلُّهُنَّ).
وفي الثالثة: المؤكد هو (المؤمِنونَ)،
والتوكيد المعنوي هو (جَمِيعُهُمْ).
ونلاحظ من الأمثلة السابقة - وكما سنرى أيضا في
الأمثلة التالية أيضا - أن التوكيد يكون فيه ضمير يعود على المؤكَّد[1].
كِلا
تستعمل لتوكيد المثنى
المذكر.
ولها صورتان: (كِلاهُما)
في حال الرفع، و(كِلَيْهِما) في حالي النصب والجر[2].
أمثلة:
§
جاءَ المسافِرانِ كِلاهُما.
§
قرأْتُ الكتابَيْنِ كِلَـيْهِما.
§
أُحِبُّ والِدَيَّ كِلَـيْهِما.
كِلْتا
تستعمل لتوكيد المثنى
المؤنث.
ولها صورتان: (كِلْتاهُما)
في حال الرفع، و(كِلْتَيْهِما) في حالي النصب والجر.
أمثلة:
§
نَجَحَتِ الطالبتانِ كِلْتاهُما.
§
قرأْتُ القِصَّتَيْنِ كِلْتَيْهِما.
§
اشتريْتُ ملابسَ لِبِنْتَيَّ كِلْتَيْهِما.
نَفْس - عَيْن
هما بمعنى واحد،
وتستعملان لتوكيد المفرد والمثنى والجمع.
ويكون لفظهما مفردا مع المفرد،
هكذا: (نَفْسُه / نَفْسُها) و (عَيْنُه
/ عَيْنُها)،
ويُجمعان على وزن (أفعُل) مع المثنى
والجمع، هكذا: (أَنْفُسُهُما / أَنْفُسُهُم / أَنْفُسُهُنَّ)
و (أَعْيُنُهُما / أَعْيُنُهُمْ / أَعْيُنُهُنَّ)[3].
أمثلة:
§
أَلْقَى الشاعرُ نَفْسُهُ قَصيدتَه.
§
أخذْتُ هديَّةً مِن أُستاذتي نَفْسِها.
§
سَمِعْتُ هذه القصةَ عَيْنَها
قبلَ ذلك.
§
تَسَلَّمَ أخي شهادةَ التفوُّقِ مِن رئيسِ الجامعةِ نَفْسِهِ.
§
رأَيْتُ المسجدَ الحرامَ عَيْنَهُ.
§
فازَ أَخَوَايَ أَنْفُسُهُما
في المسابقةِ.
§
قامَتْ مُعلِّماتُ المدرسةِ أَنْفُسُهُنَّ بمُساعدةِ الطالباتِ الفقيراتِ.
§
تَلاميذِي أَنْفُسُهُمْ
أصبحُوا الآنَ مُعلِّمِينَ.
إعراب التوكيد:
إذا تأملنا الأمثلة
السابقة فإننا سنجد أن التوكيد قد جاء أحيانا مرفوعا، وأحيانا منصوبا، وأحيانا
مجرورا.
وسبب ذلك أن (التوكيد)
يتبع (المؤكد) في إعرابه، فإذا كان (المؤكد) مرفوعا كان (التوكيد) مرفوعا، وإذا كان (المؤكد) منصوبا كان (التوكيد) منصوبا، وإذا كان (المؤكد) مجرورا كان (التوكيد) مجرورا.
فمثلا في قولنا: (نُؤمِنُ بالأنبياءِ كُلِّهِمْ) نجد أن المؤكد - وهو كلمة (الأنبياء) – اسم مجرور، ولذلك فإن التوكيد (كُلِّهِم) مجرور أيضا.
هيا نعرب الجمل التالية:
§
جاءتِ الطالباتُ جميعُهنَّ.
جاءت: فعل ماض.
الطالباتُ: فاعل مرفوع، وعلامة
رفعه الضمة. وهذه الكلمة هي (المؤكد).
جميعُهنَّ: توكيد مرفوع، وعلامة رفعه الضمة. و(هنَّ): ضمير مضاف إليه.
§
فَعَلْتُ الواجباتِ كلَّها.
فَعَل: فعل ماض. والتاء: ضمير
فاعل.
الواجباتِ: مفعول به منصوب
بالكسرة. وهذه الكلمة هي (المؤكد).
كلَّها: توكيد منصوب، وعلامة نصبه الفتحة. و(ها): ضمير مضاف
إليه.
§
أكلْتُ التفاحتَيْنِ كلتَيْهِما.
أكلْتُ: فعل وفاعل.
التفاحتَيْنِ: مفعول به منصوب، وعلامة
نصبه الياء. وهذه الكلمة هي (المؤكد).
كلتَيْهِما: توكيد منصوب، وعلامة
نصبه الياء. و(هما): ضمير مضاف إليه.
انتبه!
قلنا إن (التوكيد) يأتي بعد (المؤكَّد)،
ويكون فيه ضمير يعود عليه، ولذلك عندما نقول مثلا: (جاءَ كلُّ الطلابِ) فإننا
لا نعرب كلمة (كلّ) توكيدا. لماذا؟
لأنها جاءت قبل الاسم لا
بعده، وليس فيها ضمير يعود عليه.
ويكون الإعراب هكذا:
جاءَ: فعل ماض.
كلُّ: فاعل مرفوع، وعلامة
رفعه الضمة.
الطلابِ: مضاف إليه مجرور،
وعلامة جره الكسرة.
أما عندما نقول: (جاءَ
الطلابُ كلُّهم) فإن الإعراب يكون هكذا:
جاءَ: فعل ماض.
الطلابُ: فاعل مرفوع،
وعلامة رفعه الضمة.
كلُّهم: توكيد معنوي
مرفوع، وعلامة رفعه الضمة.
ثانيا: التوكيد اللَّفْظِيّ
هذا هو النوع الثاني من
التوكيد، ويكون بإعادة اللفظ. وقد يكون هذا اللفظ اسما أو فعلا أو حرفا أو جملة،
كما في الأمثلة التالية:
§
هو كريمٌ كريمٌ.
§
فَهِمْتُ فَهِمْتُ
الدرسَ.
§
نَعَمْ نَعَمْ
أُريدُ هذا.
§
سنَنتصِرُ بإذنِ اللهِ. سنَنتصِرُ بإذنِ اللهِ.
ومن صور التوكيد اللفظي: توكيد الضمير،
كما في قولنا: (اُسْكُتْ أنتَ)، فإن الفاعل
هنا ضمير مستتر تقديره (أنتَ). أما الضمير الظاهر (أنتَ) فهو توكيد لفظي
للضمير المستتر. ومن أمثلة ذلك أيضا:
قابَلْتُه هو. رأيتُها هي. أَحْسَنْتَ أنْتَ. سَلَّمْتُ عليه هو.
أما فيما يتعلق بالإعراب،
فإننا نقول هنا ما قلناه في قبل ذلك في التوكيد المعنوي، فالتوكيد اللفظي يتبع ما
قبله في الإعراب، فعندما نقول مثلا: (هو كريمٌ كريمٌ)
فإن الإعراب يكون هكذا:
هو: ضمير مبتدأ.
كريمٌ: خبر مرفوع، وعلامة رفعه
الضمة.
كريمٌ: توكيد لفظي مرفوع،
وعلامة رفعه الضمة.
* * *
تدريبات:
1) استخرج التوكيد من كل جملة مما يلي، واذكر
نوعه:
1)
المُلْكُ كُلُّهُ للهِ.
2)
نَجَحَ الطلابُ كُلُّهُمْ.
3)
الذي خَطَبَ الجمعةَ أمسِ هو أُستاذِي نَفْسُهُ.
4)
قدْ قامَتِ الصلاةُ، قدْ قامَتِ الصلاةُ.
5)
آمَنْتُ آمَنْتُ باللهِ.
6)
اِبْنايَ كِلاهُما يَدْرُسانِ بكلِّيةِ اللغةِ
العربيةِ.
7)
غَسَلْتُ يَدَيَّ كِلْتَيْهِما.
8)
كَرَّمَتِ الأستاذةُ الطالِباتِ المُمتازاتِ
جَمِيعَهُنَّ.
9)
ساعِدُوني! ساعِدُوني!
10)
هِيَ الدُّنْيَا تَقُولُ بِمِلْءِ فِيها: حَذارِ حَذارِ مِنْ بَطْشِي وفَتْكِي
فلا
يَغْرُرْكُمْ مِنِّي ابْتِســـــامٌ،
فقَوْلِي مُضْحِكٌ، والفِعْلُ مُبْكِي
2) أعرب الجمل التالية:
1)
محمد r
رسول الله إلى الناس جميعهم.
2)
تربية الأولاد مَسؤُولية الوالِدَيْنِ
كِلَيْهِما.
3)
حَفِظْتُ القرآن كُلّهُ في ثلاث سنوات.
* * *
بعض الأمثلة من القرآن الكريم
نوع التوكيد | المثال | اسم السورة / رقم الآية |
معنوي | ﴿ وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ﴾ | البقرة / 31 |
﴿ قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ للهِ ﴾ | آل عمران / 154 | |
﴿ فَسَجَدَ المَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ ﴾ | الحجر / 30 | |
﴿ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ ﴾ | القمر / 42 | |
لفظي | ﴿ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ ﴾ | المؤمنون / 36 |
﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا . إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ | الشرح / 5 ، 6 | |
﴿ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ . ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ ﴾ | التكاثر / 3 ، 4 | |
* * *
[1] يمكن تقوية التوكيد باستخدام لفظة (أَجْمَع) بعد
لفظة (كل) نحو: (رجعَ المسافرُون كلُّهم أجمعُون).
وفي هذه الحالة لا تحتاج كلمة (أَجْمَع) إلى ضمير.
[2] هذا يعني أن هذه الكلمة
تعرب إعراب المثنى، فترفع بالألف، وتنصب وتجر بالياء. والأمر نفسه مع كلمة (كِلْتا)
التي تدل على المثنى المؤنث. ولكن ذلك بشرط أن تكون هاتان الكلمتان مضافتين إلى ا
لضمير (هما).
مواضيع قد تفيدك أيضاَ :
0 التعليقات:
إرسال تعليق