المَدْح والذَّمّ
استعمل العرب بعض الأساليب للمدح والذم، وندرس الآن أسلوبين منها.
الأسلوب الأول: (نِعْمَ) و(بِئْسَ).
والأسلوب الثاني: (حَبَّذا ) و(لا حَبَّذا).
أولا: (نِعْمَ)
و(بِئْسَ).
يستخدم (نِعْمَ) للمدح، و(بِئْسَ) للذم. وهما فعلان ماضيان[1]
جامدان في هذه الحالة، أي لا يأتي منهما مضارع ولا أمر ولا شيء من المشتقات.
عندما نقول: (نِعْمَ الخُلقُ الصدقُ، وبِئْسَ الخُلقُ الكذبُ)، فإن
الذي نخصّه بالمدح هنا هو: (الصدقُ)، والذي نخصّه بالذم هو: (الكذبُ). أما
(نِعْمَ) فيسمى: (فعل المدح)، و(بِئْسَ)
يسمى: (فعل الذمّ).
وفي قولنا: (نِعْمَ الصَّدِيقُ المُخلِصُ، وبِئْسَ الصَّدِيقُ الخائنُ)...
(المخصُوص بالمدح) هو: (المخلصُ)، و(المخصُوص بالذمّ) هو: (الخائنُ).
وفي قولنا: (نِعْمَ الزوجةُ القَنُوعةُ، وبِئْسَ الزوجةُ الطمَّاعةُ)[2]...
(المخصُوص بالمدح) هو: (القَنُوعةُ)، و(المخصُوص بالذمّ) هو: (الطمَّاعةُ).
ومن الممكن تقديم المخصوص بالمدح أو الذم، فيقال:
·
الصدقُ نِعْمَ الخُلقُ، والكذبُ بِئْسَ الخُلقُ.
·
المُخلِصُ نِعْمَ الصَّدِيقُ، و الخائنُ بِئْسَ
الصَّدِيقُ.
·
القَنُوعةُ نِعْمَ الزوجةُ ، والطمَّاعةُ بِئْسَ
الزوجةُ.
ومن الممكن أن يأتي بعد فعل المدح أو الذم تمييز، كما في الأمثلة التالية:
- نِعْمَ خُلقًا
الصدقُ، وبِئْسَ خُلقًا الكذبُ. - نِعْمَ صديقًا
المُخلِصُ، وبِئْسَ صديقًا الخائنُ. - نِعْمَ زوجةً
القَنُوعةُ، وبِئْسَ زوجةً الطمَّاعةُ.
ومن الممكن حذف المخصوص إن كان هناك ما يدل عليه، كقولنا:
·
انتهيْتُ مِن قراءةِ كتابِ السيرةِ النبويةِ.
نِعْمَ الكتابُ.
·
صبرَ أيوبُ u
على الابتلاءِ. نِعْمَ العَبْدُ.
·
هذا الرجلُ يظلِمُ زوجتَه، ويُعاملُها مُعاملةً
سيئةً. بِئْسَ الزوجُ.
·
بعضُ الناسِ ليسَ لديهِم عملٌ إلا الإفسادُ في
الأرضِ، فبِئْسَ العملُ.
ثانيا: (حَبَّذا )
و(لا حَبَّذا).
يستخدم (حَبَّذا) للمدح، و(لا حَبَّذا) للذم. مثل:
حَبَّذا
الصدقُ، ولا حَبَّذا الكذبُ.
أما فيما يتعلق بالإعراب، فإننا نقول:
·
في جملة (نِعْمَ الخُلقُ الصدقُ)، يكون
الإعراب هكذا:
نِعْمَ: | فعل ماض للمدح. |
الخُلقُ: | فاعل مرفوع، وعلامة رفعه الضمة. |
والجملة من الفعل والفاعل: خبر مقدم. | |
الصدقُ: | مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة. |
·
وفي جملة (بِئْسَ خُلقًا الكذبُ)، يكون
الإعراب هكذا:
بِئْسَ: | فعل ماض للذم، والفاعل ضمير مستتر. |
والجملة من الفعل والفاعل: خبر مقدم. | |
خُلقًا: | تمييز منصوب، وعلامة نصبه الفتحة. |
الكذبُ: | مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة. |
·
وفي جملة (حَبَّذا الصدقُ)، يكون الإعراب هكذا:
حَبَّ: | فعل ماض للمدح. |
ذا: | اسم إشارة فاعل. |
والجملة من الفعل والفاعل: خبر مقدم. | |
الصدقُ: | مبتدأ مؤخر مرفوع، وعلامة رفعه الضمة. |
* * *
تدريب:
اذكر المخصوص بالمدح أو الذم في كل جملة مما يلي:
1)
نِعْمَ دارُ المتقين الجنةُ، وبِئْسَ مَثْوَى
الظالمين النارُ.
2)
نِعْمَ ولدًا المُطيعُ، وبِئْسَ ولدًا العاقُّ.
3)
بِئْسَ طالبُ العلمِ الكَسُولُ.
4)
بِئْسَ القولُ الكذبُ.
5)
اللهُ نِعْمَ المولى، ونِعْمَ النصيرُ.
6)
خالدُ بنُ الوليدِ نِعْمَ القائدُ.
7)
حَبَّذا الأمانةُ.
8)
لا حَبَّذا الإسرافُ.
* * *
بعض الأمثلة من القرآن الكريم
المثال | اسم السورة / رقم الآية | |
للمدح | ﴿ الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ | آل عمران/173 |
﴿ وَلَدَارُ الْآَخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ المُتَّقِينَ ﴾ | النحل / 30 | |
﴿ وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ | الحج / 78 | |
﴿ وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ | العنكبوت / 58 | |
﴿ وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ المُجِيبُونَ ﴾ | الصافات / 75 | |
﴿ وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ﴾ | ص / 30 | |
﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ للهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ | الزمر / 74 | |
للذم | ﴿ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ ﴾ | آل عمران/151 |
﴿ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴾ | المائدة / 79 | |
﴿ فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى المُتَكَبِّرِينَ ﴾ | النحل / 29 | |
﴿ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا ﴾ | الكهف / 29 | |
﴿ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ﴾ | الحجرات / 11 | |
﴿ مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللهِ ﴾ | الجمعة / 5 | |
﴿ وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المَصِيرُ ﴾ | الملك / 6 | |
* * *
[1] كل منهما متجرد من دلالته
الزمنية، فليس مقصودا به زمن ماض أو غير ماض، إنما كل المقصود به إنشاء المدح
العام أو الذم العام.
[2] ليس واجبا تأنيث الفعل هنا،
ولكنه جائز، فمن الممكن أن نقول: (نِعْمَ الزوجةُ) و (نِعْمَتِ الزوجةُ).
مواضيع قد تفيدك أيضاَ :
الرئيسية,
دروس اللغة العربية

0 التعليقات:
إرسال تعليق