أسلوب النداء
يتكون أسلوب النداء من: (أداة النداء
+ الـمُنادَى).
و(المنادَى) هو الاسم الذي يأتي بعد أداة النداء.وأشهر أدوات النداء
هي: (يا).
ففي قولنا: (يا محمدُ)... المنادى
هو: (محمدُ).
وفي قولنا: (يا امرأةُ)... المنادى
هو: (امرأةُ).
وفي قولنا: (يا بائعَ الفاكهةِ)...
المنادى هو: (بائعَ).
إعراب
المنادى:
تأمل (المُنادَى) في الأمثلة
التالية:
يا عبدَ اللهِ. يا سائقَ السيارةِ. يا أبا بكرٍ. | يا خالدُ. يا فاطمةُ. يا محمودُ. | يا طالبُ. يا أستاذُ. يا بنتُ. | يا طالبًا. يا رجلًا. يا بنتًا. |
نلاحظ أن (المنادَى) في العمود الأول مضاف. وهذا النوع من
المنادى يكون منصوبا. فالكلمات (عبدَ -
طالبَ - سائقَ) كل منها: منادى مضاف
منصوب وعلامة نصبه الفتحة. أما كلمة (أبا) فإن
علامة نصبها هي الألف لأنها من الأسماء الخمسة.
أما في العمود الثاني فإن المنادى ليس مضافا، ولكنه كلمة واحدة تدل على
شخص، ولذلك يسمى: (العَلَم المفرد). وهذا
النوع من المنادى يكون مَبْنِيّا على ما يُرفع به. فالكلمات (خالدُ - فاطمةُ - محمودُ) كل منها: منادى علم
مفرد مبني على الضم.
وفي العمودين الثالث والرابع نجد أن المنادى نكرة، ولكن هذه النكرة مبنية
على الضم في العمود الثالث، وتسمى: (النكرة المقصُودة)،
أي أنك تنادي شخصا معينا. أما في العمود الرابع فإن النكرة منصوبة، وتسمى: (النكرة غير المقصُودة)، أي أنك لا تقصد أحدا معينا
بندائك.
ولتوضيح الفرق بين النكرة المقصودة وغير المقصودة نذكر هذين المثالين:
·
إذا كان هناك رجل أعمى يحتاج إلى المساعدة لعبور
الطريق، فإنه سينادي قائلا:
(يا رجلًا، خُذْ بيَدِي)، فالنكرة هنا (غير مقصودة)، لأنه لا يقصد شخصا بعينه،
فهو أعمى لا يرى، إنما هو ينادي أي أحد يمكن أن يكون موجودا في ذلك الموقف.
أما إذا كان ذلك الشخص مبصرا فإنه سيتوجه بحديثه إلى شخص معين، ويقول له مثلا: (يا
رجلُ، خُذْ بيَدِي)، وهنا تكون النكرة (مقصودة).
·
عندما يقول الإمام في خطبة الجمعة، والمسجد
ممتلئ بالناس: (يا مسلمًا، اعبُدِ اللهَ كأنكَ
تَراه! ويا غافِلًا،
تَنَبـَّـهْ! ويا ظالمًا، كُفَّ عن ظُلمِك)، فإن المنادى هنا نكرة
(غير مقصودة).
ومعنى هذا أن
التمييز بين النكرة المقصودة وغير المقصودة يكون بالقرائن اللفظية والمعنوية في السياق.
المنادى
الشَّبِيه بالمضاف:
هناك ما يسمى بـ (الشبيه
بالمضاف)، وهو كل اسم تلاه اسم آخر يتمّم معناه ، ويستفيد منه معنى
الإضافة.
والفرق بينه وبين المضاف
يتضح من المقارنة التالية:
مضاف | شبيه بالمضاف |
شاربُ الماءِ طالعُ الجبلِ كريمُ الخلقِ كاظمُو الغيظِ مُتقِنُ عملِه سامعُ الدعاءِ | شاربٌ الماءَ طالعٌ الجبلَ كريمٌ خلقُه كاظمُونَ الغيظَ مُتقِنٌ عملَه سامعٌ الدعاءَ |
فالمضاف هو كلمة أضيفت إلى كلمة أخرى، مثل الكلمتين (طالب)
و(معروف) في: (طالبُ العلمِ – معروفُ الفضلِ). والكلمتان
(العلمِ - الفضلِ) كل منهما مضاف إليه.
أما الشبيه بالمضاف فليست الإضافة
هي العلاقة بينه وبين ما بعده، مثل: (طالبٌ العلمَ – معروفٌ فضلُه). فهنا كل
من (طالبٌ) و(معروفٌ) ليس مضافا، وما بعده ليس مضافا إليه، إنما
كلمة (العلمَ): مفعول به، وكلمة (فضلُه): نائب فاعل.
أما عن إعراب (المنادى الشبيه بالمضاف) فإنه يكون
أيضا منصوبا مثل
(المنادى المضاف)، ففي قولنا: (يا طالبًا العلمَ،
اجتهِدْ)... المنادى (طالبًا): منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
وفي قولنا: (يا كاظِمِينَ الغيظَ،
أبشِروا برضا اللهِ)... المنادى (كاظِمِينَ): منصوب وعلامة نصبه
الياء.
انتبه!
§
لا يجوز أن يكون (المنادَى) مُعرّفا بـ (الـ)، فلا يقال مثلا: (يا الرجل).
ويُستثنى من ذلك لفظ الجلالة، إذ يصح أن يقال: (يا
اللهُ). ومن الممكن حذف حرف النداء هنا والتعويض عنه بميم مشددة، هكذا:
(اللَّهُمَّ).
§
إذا أريد نداء ما يبدأ بـ (الـ) فيمكن ذلك باستخدام (أَيُّها) للمذكر،
و(أَيَّتُها) للمؤنث بعد أداة النداء،
فيقال مثلا: (يا أَيُّها الرجلُ)، و(يا أَيَّتُها المرأةُ).
§
قد تُحذف (أداة النداء)، ويبقى (المنادَى)،
كما في قول الطالب لأستاذه:
(أستاذُ، لديَّ سؤالٌ)، أي: (يا أستاذُ،
لديَّ سؤالٌ).
* * *
تدريب:
اذكر المنادَى ونوعه وإعرابه في كل جملة مما يلي:
1)
يا ربّ العالمِينَ، اغفِرْ لنا وارحمْنا.
2)
يا طالعًا الجبلَ، كُن حذِرًا.
3)
يا إنسان، حافظْ على النظافةِ.
4)
يا عليّ، اخفِضْ صوتَك.
5)
يا أختي، هل تحتاجِين إلى مُساعدتي؟
6)
محمد، افعَلْ واجباتِك.
7)
يا صديقي، لا تُهمِلْ عملَك.
8)
يا قارئ القرآن، اعمَلْ بالقرآنِ.
9)
يا دُعاة الخير، لا تَيأَسوا.
10)
يا سائقِي السيارات، احترمُوا إشاراتِ المرورِ.
11)
يا فاعِل الخيرِ، أَقبِلْ .
12)
يا معلم، خُذْ بيدِ التلاميذِ.
13)
يا ممرِّضات، اعتَنِينَ بالمرضَى.
14)
يا جنديّ، كُنْ يقِظًا!
15)
يا إنسانا، اشكُرْ ربَّك.
16)
يا طبيب، اكتُبْ لي الدواءَ؟
17)
يا قائد المعركةِ، انْتَبِهْ.
18)
يا مُعلمُون، كونوا قدوةً لتلاميذِكم.
19)
يا كَسُولا، لن يَنفعَك الكسلُ.
20)
زينب، ساعدِي الفقراءَ.
* * *
بعض الأمثلة من القرآن الكريم
نوع المنادى | المثال | اسم السورة / رقم الآية |
مضاف | ﴿ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ | آل عمران / 147 |
﴿ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ ﴾ | النساء / 171 | |
﴿ يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ﴾ | الأعراف /31 | |
﴿ يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا ﴾ | مريم / 28 | |
﴿ يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ المُنْـكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ ﴾ | لقمان / 17 | |
﴿ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ ﴾ | الممتحنة / 4 | |
علم مفرد | ﴿ وَإِذْ قَالَتِ المَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ | آل عمران/142 |
﴿ وَيَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ﴾ | الأعراف /19 | |
﴿ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا ﴾ | هود / 48 | |
﴿ يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ ﴾ | يوسف / 46 | |
﴿ قَالُوا أَأَنْتَ فَعَلْتَ هَذَا بِآَلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴾ | الأنبياء / 62 | |
نكرة مقصودة | ﴿ وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي ﴾ | هود / 44 |
﴿ قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ ﴾ | الأنبياء / 69 | |
* * *
مواضيع قد تفيدك أيضاَ :
الرئيسية,
دروس اللغة العربية

0 التعليقات:
إرسال تعليق