بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور
أنفسنا وسيئات أعمالنا،من يهديه الله فلا
مضل له ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده و رسوله وصفيه
وخليله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله بشيرا ونذيرا وسراجا
منيرا،صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله.
أما بعد
أتوجه بالشكر والتقدير إلى أستاذي الفاضل الدكتور سيدي عبد الله الهلالي
الذي أتاح لنا الفرصة في إنجاز هذه العروض وإلقائها ،فقد كان نعم المشير والمرشد
،ومهما قلته في حقه فلن أستطيع أن أفيه حقه،لذا أضرع إلى الله تعالى سائلا إياه أن
يمد في عمره ليكون دوما ذخرا للعلم وأهله والشكر موصول للطلبة الكرام.
لقد سلكت في استخراج منهج أهم المؤلفات المعاصرة التي اشتغلت عليها ما يلي
اسم المؤلف ومؤلفه ودار النشر والطبعة ومنهجه
في الكتاب.
أولا: القواعد الفقهية ،يعقوب عبد
الوهاب الباحسين،مكتبة الرشد الرياض، ط1،1418هـ/1998م
منهجه في الكتاب يتجلى في كونه بين
معنى القاعدة الفقهية و المصطلحات ذات العلاقة بها كالضوابط والمدارك و المآخذ
والكليات والتقاسيم والأشباه والنظائر ومدى التزام الفقهاء في مؤلفاتهم
بالمصطلحات، ثم ضمنه المبادئ المتعلقة بالقواعد و الضوابط الفقهية سواء ما تعلق
بموضوع القواعد و العلوم التي استمدت منها و فائدتها و أنواعها وتقسيماتها كما قام
بالتفريق بين القواعد الفقهية و العلوم المشابهة لها كالقواعد الفقهية والنظريات
الفقهية والقواعد القانونية ثم أدرج مقومات القواعد الفقهية وما يتعلق بها من شروط
وأركان، و أخيرا بين مصادر تكوين القاعدة الفقهية و دليلية القواعد الفقهية و
مسارها التاريخي .
ثانيا:القواعد الفقهية الكبرى وما تفرع
عنها،صالح بن غانم السدلان،دار بلنسية للنشر والتوزيع،ط1،1419هـ,
منهجه في التأليف
لقد سلك هذا المؤلف في مؤلفه هذا منهجا يمكن إجماله فيما يلي:
أولا:الترتيب الهجائي
فالمؤلف رتب القواعد ألف بائيا مراعيا في ذلك الحرف الأول من كل قاعدة،
فقاعدة{ الأمور بمقاصدها } وضعها في حرف الألف وهكذا دواليك،كما أنه أعد فهرسا
لجميع القواعد التي تناولها مؤلفه مرتبة على أحرف المعجم ,
ثانيا:الترتيب الموضوعي:
قسم فيه القواعد إلى القواعد الكبرى ثم أتبعها بالقواعد الكلية غير الكبرى
و هي القواعد المتفرعة عنها و المدرجة تحتها فتجده يذكر القاعدة الكبرى ويردف لها
بما يتفرع عنها من القواعد بما يسهل على القارئ جمعها و ربطها تحت موضوع واحد، سوى
قاعدتان،القاعدة الأولى قاعدة خلافية جاءت بصيغة الاستفهام وإنبنى على الخلاف فيها
خلاف في المسائل الفرعية { هل العبرة بصيغ العقود أم بمعانيها}،و القاعدة الثانية {
لا ينسب لساكت قول}المتفرعة عن قاعدة {الضرر يزال}.
كما أجمل فقرات كل قاعدة سواء كانت كبرى أم متفرعة عنها عقب عنوانها لتتكون لذا القارئ الملكة
التامة و التصور الشامل لكل جزئياتها ثم شرح كل قاعدة شرحا وافيا شمل مفرداتها في
اللغة و الاصطلاح و معناها و أهميتها من حيث التفريع عن القاعدة الأم ووجه إدراجها
تحتها ثم أعقب هذا بمصدر القاعدة و أدلة ثبوتها إن وجد من الكتاب و السنة و
الإجماع و المعقول ،ثم ختم الكلام في كل قاعدة كبرى بما يستثنى منها و يخرج عنها,
ثالثا: نظرية التقعيد الفقهي وأثرها في
اختلاف الفقهاء،محمد الروكي 1994
هذا المؤلف عبارة عن أطروحة جليلة
القدر سلك فيها صاحبها منهجا قسم فيه هذه الأطروحة إلى شقين: شق أول ضمن فيه
التقعيد الفقهي و الخلاف الفقهي.
اهتم في بابه الأول
بعرض نظرية التقعيد الفقهي مع بيان حقيقته ضوابطه وعناصره وطرق العمل فيه ثم بين
الأصول الشرعية للتقعيد الفقهي وما مدى انبثاث فكرة التقعيد الفقهي في القياس
والاستحسان و الاستدلال و الترجيح كما اهتم
ببيان العلاقة التي تجمع و تربط بين التقعيد الفقهي و الخلاف الفقهي مبينا
بذلك حقيقة الخلاف الفقهي وموقف الشرع منه و بيان أنواعه مع الإشارة إلى أسبابه ،واصفا
بذلك العلاقة بين التقعيد الفقهي و الخلاف الفقهي مع بيان حدودها ومعالمها,
أما الشق الثاني من هذا المؤلف فبين فيه أثر التقعيد الفقهي في اختلاف
الفقهاء بسبب النص و القياس و الاستدلال و الترجيح ثم قام بعرض أسباب الاختلاف
الخاصة و بيان تأثر التقعيد الفقهي بتلك الأسباب ثم صيرورته به في الخلاف الفقهي إذ
نجد المؤلف يعطي أمثلة يعرض فيها اختلاف الفقهاء بسبب النص _ من جهة روايته و
دلالته و ما يحيط به من الأمور الخارجية,
وأخيرا بين مدى الترابط القائم على
مستوى استنباط الأحكام الجزئية و الخلاف على مستوى استنباط الأحكام الكلية.و بهذا
المنهج الرصين استطاع المؤلف النهوض بالفقه الإسلامي إلى مستوى التقعيد و
التنظير،وتجميع فروعه وجزئياته،وحصرها وضبطها بالكليات والقواعد الفقهية،مستفيدا
من اختلاف الفقهاء وأقوالهم وآرائهم واجتهادهم وفتاويهم،استفادة يكون الغرض منها
تعميق عملية الإجهاد والاستنباط وتنشيط الحركة الفقهية بصفة عامة،لتكون قادرة على إستعاب
ما يجد من أحداث.
رابعا: القواعد الفقهية بين الأصالة و
التوجيه ،محمد بكر إسماعيل،دار المنار للطبع والنشر 1417/1996
أما منهجه في هذا المؤلف بين فيه
الفرق بين قواعد الفقه و المصطلحات ذات العلاقة بها من
ضوابط،وقواعد أصولية ،ونظريات فقهية ثم فرق بين
الأشباه والنظائر من جهة وبين الأشباه و النظائر والفروق الفقهية من جهة أخرى كما
تكلم في مؤلفه هذا عن نشأة هذا العلم وارتقاءه و ذكره لأهم الكتب التي ألفت فيه
عند أصحاب كل مذهب من المذاهب الأربعة,
ثم شرح كثيرا من القواعد المتفق عليها و المختلف فيها (حوالي280 قاعدة)
شرحا وسطا لا هو بالطويل الممل و لا بالمختصر المخل كما ديل شرح كل قاعدة بأمثلة
مقتبسة من الواقع معبرة عن روح العصر مستدلا عن كل قاعدة من كتاب الله وسنة رسول
الله صلى الله عليه واجتهاد الخلفاء الراشدين من بعده، ونجده يسلك في شرحه للقواعد
منهجا مرتبا على اثنا عشر بابا وهي كالتالي: ارتباط المقاصد بالمعاني
والمباني،الأخذ باليقين وطرح الشك والشبهة،رفع الضرر ودفع الحرج،سد الذرائع
ومراعاة الخلاف،أحكام التابع والمتبوع،إعمال الكلام وإهماله،العرف والعادة،الاجتهاد
في الأقضية والشهادات،الضمان والالتزام،أسباب الكسب والتملك،أحكام الأسرة،العبادات
المالية والبدنية.مبينا القواعد التي تدخل تحت كل باب مع الشرح و التحليل.
خامسا: القواعد الفقهية المستخرجة من
كتاب أعلام الموقعين لابن القيم الجوزية لأبي عبد الرحمن عبد المجيد رجعة
الجزائري،دار ابن القيم ،ط1،1421هـ
سلك المؤلف في مؤلفه هذا منهجا بدأ فيه باستقراء القواعد الفقهية في كتاب إعلام
الموقعين استخراجا واستنباطا وترتيبها و التنسيق بينها و انتهج في ترتيب القواعد
طريقة بدأ فيها بالقواعد الخمس و ما يتفرع عنها ثم ذكر باقي القواعد الكلية مرتبة
حسب موضوعاتها وورودها في أغلب كتب الفقه مثل الأشباه والنظائر للسيوطي وابن نجيم
و قواعد مجلة الأحكام العدلية ،كما حافظ على صيغة القاعدة كما أوردها ابن القيم
رحمه الله وقام بتهذيبها وتعامله مع القواعد المستنبطة يوردها باللفظ الذي صاغه
الإمام ابن القيم في كتاب من كتبه إن وجد وإلا فإنه يوردها باللفظ المشهور في أغلب
كتب الفقه ثم يقوم بشرح كل قاعدة شرحا موجزا وذكر أدلتها واستخرج فروعها من أعلام
الموقعين كما أنه لم يراع الترتيب الفقهي للمسائل الفقهية المخرجة عن القاعدة لكنه
أوردها كما جاءت في إعلام الموقعين واقتصاره في مؤلفه هذا على دراسة القواعد
الفقهية دون الضوابط الفرعية,
سادسا: قاعدة لا ضرر ولا ضرار مقاصدها
وتطبيقاتها الفقهية قديما وحديثا،الدكتور عبد الله الهلالي،دار البحوث للدراسات الإسلامية
وإحياء التراث،ط1،1426هـ/2005م
منهجه في الكتاب لقد سلك سيدي عبد الله الهلالي في مؤلفه هذا دراسة قاعدة
شرعية كلية كبرى {لا ضرر ولا ضرار} في شقيها النظري والتطبيقي،ركز في جانبها
النظري على حجية القاعدة ومقاصدها ومحتواها وأهميتها ومتعلقاتها أما في جانبها
التطبيقي فضمنها نماذج من التطبيقات العامة و الخاصة والقديمة والحديثة إذ نجده يوفق في
هذا المؤلف بين الجمع والتصنيف والترتيب
لكل ما له علاقة بالقاعدة ويستدل لها من
الأصول و الفروع والقواعد جامعا في ذلك بين براعة التحليل وأسلوب المقارنة
واستنباط النتائج مع التمثيل للقضايا المدروسة بنماذج تطبيقية منها ما هو عام
كالإضرار بالمساجد والبيوع والأكرية ومنها
ما هو خاص كالإضرار بالوصية والقسمة و الشفعة إضافة إلى الأضرار العامة بالمرأة
قديما كالإضرار بالمرأة بهجرانها و التهجير أما الأضرار الخاصة فتحدث فيها عن
إضرار الزوجة لزوجها بنشوزها
سابعا: التقعيد الفقهي عند القاضي عبد
الوهاب البغدادي المالكي من خلال كتابه المعونة القواعد الفقهية المميزة لفقه
المالكية،الدكتور عبد الله الهلالي،مطبعة آنفو_برينت،ط3،1431هـ/2004م
فهذا الكتاب يمثل خلاصة وزبدة كتاب ـ المعونة ـ سلك أستاذنا الفاضل في تأليفه
منهجا دقيقا استهله بتمهيد بين فيه مفهوم القاعدة الفقهية وما يرتبط بها من مصطلحات كالقاعدة الأصولية و الضابط الفقهي كما بين
منهج القاضي في كتاب المعونة سواء ما تعلق
بالكتاب وبمنهجه ألتقعيدي خاصة ثم
ضمنه القواعد التي تم استخراجها من كتاب المعونة وبعد ذلك قام بعرض جملة من
القواعد المميزة لفقه المالكية وفق منهج مطرد، بين فيه تعريف القاعدة بما يكفي
بيان مقصودها و محتواها ثم بين أصلها من الكتاب والسنة وغيرها من الأدلة الشرعية و
العقلية وربطها بالقواعد الكلية التي فرع عنها مع بيان وجه تميزها أو تميز توظيفها
و ذكر أمثلة من فروعها الفقهية الجزئية، والإشارة إلى بعض مستثنياتها إن وجدت،ثم
ذيله بملحقين نفيسين أحدهما ضمن فيه القواعد الأصولية المستخرجة من كتاب المعونة
وثانيهما يتضمن جردا لأشهر ما ألفه المالكية من كتب في القواعد الفقهية، وأخيرا مزج
هذه المنهجية بالدراسة والتحليل و التقويم .
فبعدما انتهيت من سرد منهج كل مؤلف
أرجوا من الله أن أكون لامست الغرض والمقصد لكل مؤلف في تأليفه لمؤلفه دون تقصير
أو إجحاف ،فما كان في هذا العرض المتواضع من صواب فبتوفيق من الله وما كان من خطأ
وتقصير فمن نفسي ومن الشيطان ،وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مواضيع قد تفيدك أيضاَ :
الرئيسية,
مشاركات الزوار
0 التعليقات:
إرسال تعليق